أم

من بيضيبيديا، الموسوعة الفارغة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

الأم هي اكثر كلمة تداولا في الوطن العربي في غير محلها فهي المفضلة عند الجميع سواء اكانت من باب المزح او التقفيل او الاهانة و التجريح فهي حاضرة بقوة و على لسان الكثيرين . عندما يريد العربي ان يرد الشتيمة فأول جملة تصدر على لسانه و مهما احتوت على كلمات نابية و قذرة , فكلمة الأم يجب ان تكون موجودة بينها فهي المحور و هي اساس الشتم لولاها لربما عجزنا نحن العرب ان نشتم بعضنا بعضاً. اللغة العربية صاحبة اكثر ذكر لشتائم الام تليها اللغة العبرية لغة ابناء العم . العربي أبى الا ان يحول من تلك الكلمة العظيمة الى شتيمة و اصبحت كلمة الام تسمع كل يوم في الشارع العربي و في اي خلاف و في النكات المارة من فوق الزنار و تحته بشكل لا ينافسها اي مفردة من مفردات لغة الضاد .

صنع الشاعر المصري حافظ إبراهيم للكتاب العاطلين عن الإبداع عكازاً يتكئون عليه ، طوال الدهر، حينما قال:

الأمُّ مـدرسـة إذا أعــددتها أعددتَ شعباً طيّبَ الأعراقِ


فهبوا ليجعلوا هذا البيت الشعري فاتحة لخرابيشهم الإنشائية التي لا بد من تدوينها ونشرها ، لكي تمر مناسبة عيد الأم على خير ثم ينتقلون إلى تعداد صفات الأم العظيمة ، في هذه المرحلة الحرجة من التاريخ وأهم هذه الصفات أن الأم لا تهتم لمقتل ابنها، في لبنان الشقيق ، حيث أرسله القائد التاريخي حافظ الأسد ليموت في أثناء مشاركته في قمع إخوتنا اللبنانيين والفلسطينيين ، والتنكيل بهم ، ولعن سنسفيل أجدادهم . بل تتلقى خبر مقتله، أو استشهاده ، كما يقولون ، بالزغاريد ، وربما بالرقص ، مع الدعاء للقائد التاريخي المجرم الذي تسبب بموته بالنصر على الاستعمار والصهيونية والرجعية العربية .

ليست كل الأمهات ملائكة، الأمر يختلف بعض الشيء في مملكة الحيوان ؛ فبعض الأمهات في تلك المملكة لسن بروعة الأمهات في الحياة البشرية ، ولا يشعرن بالالتزام نفسه الذي تشعر به الأم في عالمنا تجاه أبنائها .هل تتذكر هذا المشهد الذي رأيته في أكثر من فيلم عربي ، عندما تقترب سيدة حزينة باكية من أحد أبواب الملاجئ أو الجوامع، وهي تضم إلى صدرها لفة بها طفل وليد ، ثم تضعه على الباب وتركض قبل أن يراها أحد ؛ هذا المشهد الدرامي تفعله كل أنثى طائر الوقواق طوال حياتها ؛ لمجرد أنها ليس لديها الوقت الكافي ولا الرغبة في تربية صغارها. عندما تضع أنثى الوقواق بيضها ؛ تنقلهم فورًا إلى عش أنثى طائرٍ آخر وضعت بيضها هي الأخرى حديثًا ؛ لتفقس بيوضها مع بيض أنثى طائر الوقواق ، ولكن ما تجهله أو تتجاهله أنثى الوقواق أن بيضها يفقس أسرع من معظم الطيور ؛ وعندما تكتشف أنثى الطائر الآخر أن هناك غريبًا وسط أبنائها ؛ تشعر بالخطر وتقتل صغير الوقواق الذي تخلت عنه أمه.

مشهد آخر نراه بين البشر ؛ فلن يكون من الصعب تخيله في عالم الحيوان، وهو تلك الأم التي رزقت بأطفال عددهم أكبر من قدرتها على تولي أمورهم، وعلى الرغم من أن هذا المشهد قد نراه مضحكا في أحد الأفلام، ولكنه لا يكون بهذا المرح على أرض الواقع، وتلك الأم تبذل كل طاقتها من أجل تلبية احتياجات أطفالها، وعلى عكس البشر؛ قد لا تحمل بعض الحيوانات الأخرى العبء نفسه .أنثى الأرنب يضرب بها المثل في خصوبتها، وقدرتها على منح الحياة لأعداد كبيرة من الأولاد، ولكن في المقابل لا تجد الوقت الكافي للعناية بكل هؤلاء الصغار؛ ولذلك تترك أنثى الأرنب صغارها في جحورهم طوال اليوم ولا تزورهم إلا دقائق معدودة؛ لتترك لهم القليل من الطعام وترحل ؛ مما يؤدي إلى موت الكثير منهم، أو محاولة خروجهم للحياة مبكرا بحثا عن طعام ؛ وفي هذه الحالة أيضًا يكون مصيرهم الموت إذا لم يجدهم أحد بالصدفة للعناية بهم.

نثى الفقمة لا تظن أن أطفالها يستحقون من وقتها أكثر من 10 أيام رعاية فقط ؛ بعدها تتركهم يواجهون صعاب الحياة وحدهم من خطر الجوع وهجمات الحيوانات المفترسة؛ خاصة وأن صغير الفقمة لا يستطيع السباحة أو صيد الطعام إلا في عمر شهر ونصف ؛ ولذلك يموت ما يقرب من 30% من صغار الفقمة في العام الأول من عمرهم .أنثى الباندا عادة ما تُرزق بطفلين في المرة الواحدة ، ولأنها ليست لديها الرغبة في تحمل مسئولية طفلين ؛ فهي عادة ما تختار الصغير الأكثر قوة وترعاه ؛ بينما تهمل الضعيف منهما وتتركه دون طعام أو رعاية حتى يموت أمام عينيها.

الأم في الأغنية[عدل | عدل المصدر]

يكاد دور الأم في الأغاني العربية ينحصر في التلقي، تلقي هموم بناتهن العاشقات القادرات على التعبير عن مشاعرهن من خلال الغناء . ونادراً ما تكون الأم نفسها موضعاً للتغزل مثلما في موال صباح فخري: يا أم عمرو , جزاك الله مغفرة , ردي علي فؤادي مثلما كانا ، وفي سلامتها أم حسن لأحمد عدوية . السبب أن الأم ، في المجتمعات الشرقية تتقاعد عن الحب والغرام في وقت مبكر، وتنصرف إلى تربية الأولاد ، والطبخ ، وترتيب شؤون الأسرة . ومن كثرة اهتمامها بابنتها ، نراها تسهر ، كما في أغنية ست الحبايب التي أبدعها حسين السيد ، ولحنها محمد عبد الوهاب ، وغنتها فايزة أحمد 1957 . .

لا يعني غناء صباح فخري والنبي يَمَّا أن الشبان يشكون همومهم العاطفية لأمهاتهم ، فالأغنية ، في الواقع ، تعبر عن حال بنت تقول لأمها: حب حبيبي شاغلني ، والله إن ما جاني لاني رايحة ، ولا جاية يا يَمَّا ولكن، هناك حالة واحدة يلجأ فيها الفتى لأمه ، كما في أغنية صباح فخري نفسه: العزوبية، طالت علي ، قومي خطبي لي يا ماما، وحدة صبية . يرفع الفريق الرحباني الفيروزي ، كعادته ، مستوى الحالة العاطفية في أي أغنيةٍ يقدمها إلى مستوى الشعر ، كما في أغنية يما الحلو ، إذ تشدو فيروز : يما الحلو ، ناسي الهوى يما، ليل الحلو، طير وعَبَرْ يما . ثم تأتي الأغنية التي تشبه قصةً قصيرةً مكتوبة بقلم أديب موهوب ، فتقول: يا أمي ما بعرف كيف حاكاني ، كنت حَدّ العين حيراني ، تركتو بقصدي روح بدي رووح ، مدري شو حد العين خلاني.

ها هنا يقارب الشاعران الرحبانيان حالة العشق التي تعيشها المغنية من خلال عوامل عديدة ، أولها البوح للأم . وثانيها حداثة التجربة ، فالعاشقة ذات الخبرة الواسعة بعالم الرجال لا تنفع للشعر. وثالثها انبهار الفتاة بسلاسة الشاب الذي أحبته. يحكي ويحكي وصرت اسمع له ، والحكي كيف كان طايع له. ورابعها الصورة الشعرية العجيبة التي توحي بأن الحديث الجميل قد جعل الزنابق حولهما تعلو : صاروا الزنابق حدنا يعلوا، لو ضل كان الورد خبّاني.

امثلة أستخدام[عدل | عدل المصدر]

العائلة